لبيك اللهم لبيك هنا الناويات على الحج هالسنة و اللي حجوا السنوات الماضية , التلبيه لله وحدة

 لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، ان الحمد، و النعمة، لك و الملك، لا شريك لك – الجزء الثاني

أضف الماده لقائمه المدارسة

 

إن الحمد للة نحمدة و نستعينة و نستغفره، و نعوذ بالله من شرور انفسنا و سيئات اعمالنا، من يهدة الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له، و أشهد ان لا الة الا الله و حدة لا شريك له، و أشهد ان محمدا عبدة و رسوله، صلي الله و سلم و بارك عليه، و علي الة و صحبة اجمعين.

 

أما بعد: فسلام الله عليكم و رحمتة و بركاتة ايها الأحبة:

 

حينما يقول الملبي: “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك”، فهو بذلك يقر بإعلانة بالوحدانية، يقر بوحدانيه الله -تبارك و تعالى-، و يعلن ذلك، و يلهج بة بأعلي صوته، حتي يبح صوته.

 

وقد صح عن النبى ﷺ انه سئل: اي الحج افضل؟ فقال: العج و الثج[1]، فالعج هو: رفع الصوت بالتلبية، يعلن التوحيد و البراءه من الإشراك بجميع صورة و أشكاله.

 

فهو يقول: يا رب، و إن جئنا معظمين لهذا المنزل، و لهذة المشاعر، فإنما كان هذا صادرا عن امرك، و عن عبوديتنا لك، و عن اذعاننا و انقيادنا؛ اذ امرتنا فأتينا مستجيبين، و دعوتنا فأتينا منقادين طائعين، فنحن انما نفعل هذا امتثالا و عبودية و تقربا، و قلوبنا عامره بتوحيدك و إفرادك بالعباده دون ما سواك، و ألسنتنا لاهجة بهذا الإقرار، و نفى الشركاء عنك .

 

هكذا حينما يعلنها الملبي، و يرفع صوتة بها، و لكن من الذي يستشعر هذا؟

 

إن هذة التلبيه -أيها الأحبة- من اولها الي اخرها توحيد فكل جملة، بل فكل لفظة توحيد، و ربما اهل النبي ﷺ بالتوحيد.

 

وحينما يقول الملبي: “لبيك” فإن ذلك يقتضى ان ثمه داعيا دعاة فأجابة بقوله: “لبيك”، فإنما يقول المرء هذا اجابة لمن دعاه، و ذلك يقتضى ان الله -تبارك و تعالى- متصف بصفات الكمال علي الوجة اللائق بجلالة و عظمته، فهو يتكلم كما يشاء، فدعاهم، فأجابوة قائلين: لبيك. و لا يقال هذا لمن لا كلام له، و لا نداء، و لا قول.

 

وهكذا حينما يقول: “لبيك” فإن ذلك يتضمن الإقرار بأن الله يسمع سمعا يليق بجلالة و عظمته، فهو يسمع قول القائلين، و كلام المتكلمين، و سؤال الداعين، يسمع ذكرهم، و يسمع سرهم و نجواهم، لا تخفي علية من شأنهم خافية، فلا يخاطب بهذا يقال: “لبيك” لمن لا سمع له، فتعالي الله عما يقول المعطلون علوا كبيرا.

 

وهكذا -أيها الأحبة- حينما يقول الملبي: “لبيك” فإن هذا يتضمن المحبه للة ، فإن المجيب لا يقول هذا الا لمن يحب، اذا دعاة من احبه، او خاطبه، او ناداه، قال له: “لبيك” اذا كان يحبه، و أما اذا كان لا يحبة فإنة ربما يعبر بكلمات اخري تنبئ عن حالة و شعورة نحوه، و ما يقوم بقلبه، و يدور فخلده.

 

هنا يقول: “لبيك” يحبة و يعظمه، كأنة يقول كما فسر قوله: “لبيك”، بمعنى: انا مواجه لك بما تحب، كأنهم اخذوة من قول العرب: امرأه لبة[2]، يعني: محبه لولدها.

 

فبعض اهل العلم يقول: ان معني “لبيك” مأخوذ من هذا، فهو يدل علي المحبة، فيصبح هذا من جهتين: انة لا يقول هذا عادة الا لمن يحب، و من جهة اخرى: باعتبار ان اصل ذلك اللفظ مأخوذ من قولهم: امرأه لبة. يعني: محبه لولدها، فأصل هذة الماده (اللب) يرجع الي المحبة، و يفسر بها.

 

كما ان قوله: “لبيك” يدل علي التزام العبودية، و الإقامه علي ذلك، و الثبات و الدوام.

 

وليست العبودية -أيها الأحبة- فايام يقضيها الإنسان فالمناسك، فبعض الناس ينضبط فايام المناسك، و إذا تلبس بالإحرام، و من الطريف ان احدهم سأل البارحه انة اهل بالعمرة، و اعتمر و قضي عمرته، فهل يصبح فهذة المده بين بين؟ يعني: حتي يهل بالحج فاليوم الثامن، هل يصبح متلبسا بنوع احرام، فينطبق علية قولة تعالى: فلا رفث و لا فسوق و لا جدال في الحج [البقرة:197]؟

 

قلت: هذة يتخلي عنها فكل الأحوال، و ليس المحرم فقط، فهو يريد ان يعرف: هل الفسوق اذا صدر من المكلف او الجدال الذي لا يفضى الي مطلوب، هل هذا يؤثر فحجة و هو مقيم ببلد الله الحرام؟ ذلك ما يليق، و الإقامه علي العبوديه دائما.

 

وسمعنا بعض الناس -أيها الأحبة- يقولون فاواخر ايام الحج لما و جدوا من لذه العبودية: هذة احلى الأيام فحياتنا. و ودوا ان هذة الأيام لا تنقضي، و لا تنقطع؛ لأنهم و جدوا قلوبهم هناك، و لكن البعض حينما يرجع ربما ينسي ذلك جميعا، و يرجع الي حالة الأولي من التقصير و التفريط و التضييع.

 

فهذا حينما يقول: “لبيك” يتضمن الإقامه علي العبودية، و الثبات و الدوام و اللزوم و الاستمرار.

 

فالقضيه ليست مجرد ايام -أيها الأحبة- نقضيها، و لكنها محطه من محطات العبوديه التي يحصل بها مزيد من الإقبال و إشراق القلب و النفس، فتقبل علي الله -تبارك و تعالى- بكليتها؛ و لهذا فإن بعض اهل العلم فسر هذة التلبيه من “ألب بالمكان” اذا اقام به[3]، و حينما يقول: “لبيك”، انا مقيم علي طاعتك دائما، فهو يردد ذلك و يكرره، و يؤكد انة مقيم علي ذلك المعنى.

 

طيب، اذا صدرت منة حاجات ما تليق فالحج: يسخر من هذا، و يضيع الصلوات، و يمنع حقوق الله الواجبة، و يضرب هذا، و يتزاحم مع ذلك و يؤذية عند الجمار، و فالطواف، و يحتقر الناس و يزدريهم، و يستخف بهم، و يتندر بجهلهم، و فنفس الوقت يقول: “لبيك”، اين ذلك من “لبيك”؟ فهل يستشعر هذة العبارات التي يرددها؟

 

للأسف اصبح كثيرون اذا ارادوا ان يدفعوا الناس و أن يزاحموهم يكتفى بقوله: حج يا حاج. كأنة يدفعة دفعا: ابتعد، خل لى الطريق. فهذا ما يليق بحال من الأحوال -أيها الأحبة.

 

ثم كذلك هذة تتضمن الخضوع و الذل للة -تبارك و تعالى- خضوعا بعد خضوع: “فلبيك اللهم لبيك” اي: انا خاضع، بعدها خاضع، بعدها خاضع، و ذليل لعظمتك و لجلالك. كذا فسرة بعض اهل العلم، من قولهم: “أنا ملب بين يديك” اي: خاضع بين يديك[4]. ففسرة بعض اهل العلم بالخضوع، و هؤلاء ائمه فاللغة، و إذا كان اللفظ فاللغه يأتى لهذة المعاني، فلا ما نع من حملة عليها؛ و لهذا فإن كالحافظ ابن القيم يتفنن فتفكيك هذة المعانى و تركيبها علي دلالات و هدايات عظيمة، فهو يقول: انا ذليل، انا خاضع، اذن كيف يترفع؟ و كيف يحتقر اخوانة المسلمين؟!

 

فهذا الإنسان الذليل هل يليق -أيها الأحبة- ان يأتى بمن يصورة و هو يرمى الجمار، و هو لابس الإحرام، و أمام الكعبه و هو يطوف، و هو يسعى، و هو يرفع يدية يدعو؟! و يقول: صورني، بعدها يرسل مباشرة الي اهلة و أصحابه، و ما الي ذلك، يقول: انا حاج، و أحبكم جميعا، و أدعو لكم الآن علي صعيد عرفة.

 

ما شاء الله! و أين اخفاء العمل كحال السلف ؟ كان الواحد منهم لو استطاع الا يري فموضع العباده لفعل، و ذلك يرسل لهؤلاء المتابعين و الجماهير و المحبين، و معاشر المغردين و المغردات: انا احبكم جميعا، و أدعو لكم فصعيد عرفة. تخبرهم انك حاج! اين الذل و الخضوع؟! و السلف  الواحد يجثو علي ركبتية و يبكي، و الدموع تسيل، و يقول: انى لأرجو ان يغفر الله لأهل ذلك الجمع لولا انى فيهم. يحتقر نفسه، انظر الي امثال هؤلاء: كالفضيل بن عياض، و سفيان الثوري، و ابن المبارك، و غيرهم من الكبار، ما هى مواقفهم فهذة المناسك و المشاعر؟ فأين نحن من ذلك -أيها الأحبة-؟

 

كما انة حينما يقول: “لبيك اللهم لبيك” تتضمن الإخلاص، فكأنة يقول: انا مجيب لك دونما سواك. بعدها يعيد: “لبيك لا شريك لك لبيك”، فهو حينما يقول: “لبيك” فإن هذا باعتبار ان هذة اللفظه مأخوذة من اللب الذي هو خالص الشيء، فهى تتضمن الإخلاص: انا يا رب مخلص لك.

 

إذن ما فداعى ان يلتفت الي معان اخرى: من الرياء و السمعه و رؤيه النفس، و أنا -ما شاء الله- هذة الحجه رقم كذا، لطالما مشطت هذة المشاعر طولا و عرضا. كذا يصبح حال المخلص؟!

 

كما ان قوله: “لبيك لا شريك لك” لا يصبح فية التفات للنفس، فهو مخلص، فلا يصبح فية التفات للمخلوقين ان يثنوا عليه، و أن يطروة و يمدحوه، و أن يقولوا: انة باذل و منفق و قوي و نشيط و مبادر و سريع فالعبادة، و لا يكل، و لا يمل، و لا يتعب، جميع سنه يحج بلا توقف، ما شاء الله، ما ت و ربما حج خمسين حجة. هل ذلك هو الهدف؟

 

حينما يقوم و يقعد، و يبذل و يساعد هؤلاء الناس، و يضع الطعام، و يحمل الطعام، و ينفق علي من معه، و يبذل من ما له، ما ذا يريد؟

 

“لبيك لا شريك لك” هو يخلص للة ، و يعيدها ثانية: “إن الحمد و النعمه لك و الملك، لا شريك لك”، جميع ذلك من اولة الي اخرة توحيد و إخلاص.

 

أما ان يدعو غير الله، و يتوجة الي غير الله، و أن يعبد غير الله، و أن يعتقد ان النفع و الضر عند احد من الأحياء او الأموات، فهذا ينافى هذة الدعوه الكبيره التي ادعاها من انة مخلص للة رب العالمين.

 

ثم كذلك -أيها الأحبة- حينما يقول: “لبيك اللهم لبيك” ذلك يتضمن التقرب الي الله -تبارك و تعالى-؛ و هذا باعتبار ان هذة اللفظه تفسر انها من الإلباب، و هو التقرب: انا متقرب اليك يا رب بهذا العمل، و أريد ما عندك. فهل نستشعر ذلك المعنى؟

 

وهكذا كذلك لاحظ هذة التلبيه التي هى شعار التوحيد، الذي هو مله ابراهيم ﷺ، و روح الحج، و المقصود الأعظم منه، و روح سائر العبادات، فكانت هذة التلبية مفتاح هذة العباده التي يدخل اليها بها، يفتتح بقوله: “لبيك اللهم لبيك” قبل ان يطوف، و قبل اي شيء اخر، بعدها كما يفتتح المصلى بقوله: “الله اكبر”، و فانتقالاتة و تنقلاتة و تحولاتة بين المناسك يلبي، فذلك كتكبيرات الانتقال التي فالصلاة، و إذا انتقل من مكان الي مكان لبى، و هكذا.

 

 

لبيك اللهم لبيك هنا الناويات علي الحج هالسنه و اللى حجوا السنوات الماضية

التلبية للة و حدة

لبيك اللهم لبيك هنا الناويات علي الحج هالسنه و اللى حجوا السنوات الماضية




لبيك اللهم لبيك هنا الناويات على الحج هالسنة و اللي حجوا السنوات الماضية , التلبيه لله وحدة